|
|
|
― أم ― لله إله القرآن |
|
يتضمن كتاب المسيحيين المقدس ٦٦ كتاب اً مستقلا ، ٣٩ كتاب اً في العھد القديم و ٢٧ في العھد الجديد. وقد كُ تب بواسطة ٤٠ كاتب على مدار الألفين عام الوسطى من التاريخ البشري، كان معظمھم من اليھود. أقدم تلك الكتب ھو سفر أيوب، الذي كتب حوالي سنة ٢٠٠٠ ق.م.، أي قبل وجود اليھود فعلياً، حيث يُظن أن أيوب كان معاصر اً لإبراھيم، ولو أنه لا توجد دلائل تشير إلى معرفة أحدھما بالآخر. ثم بعد فجوة نحو ٤٠٠ سنة عندما تم إنقاذ العبرانيين من العبودية في مصر، كتب موسى الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس المعروفة حالي اً باسم التوراة: من سفر التكوين إلى التثنية. بعدھا تتابعت كتابة بقية العھد القديم (المعروف عند اليھود بالتناخ)، على يد عدد من الأنبياء اليھود (كل العھد القديم ٣٩ كتاباً أو سفراً) إلى حوالي سنة ٤٠٠ ق.م.، ثم كانت ھناك فجوة ٤٠٠ سنة أخرى. بعدھا اكتملت أسفار العھد الجديد ال ٢٧ كلھا في جيل واحد، أي خلال العقود القليلة التي تلت مباشرة حياة يسوع المسيح على الأرض. ويختتم الكتاب المقدس بكتاب الرسول يوحنا النھائي، وھو سفر الرؤيا.
أما قرآن المسلمين فقد نزل من لله بالتتابع على النبي محمد في شبه الجزيرة العربية خلال القرن السابع الميلادي، في مدة ٢٣ سنة، بواسطة ملاك أسمى نفسه جبريل (كلمة قرآن تعني "تلاوة أو سرد")، وبعد موت محمد بوقت قصير تم تجميعه في نسخة عربية واحدة وتدمير كل النسخ المخالفة لھا. وظلت تلك النسخة العربية نفسھا (رغم ترجمتھا الآن إلى لغات كثيرة حول العالم) ھي المرجع إلى يومنا ھذا.
من حيث الحجم يفوق الكتاب المقدس القرآن بحوالي ١٠ مرات، فعدد كلماته حوالي ٧٨٠ ألف كلمة بينما يحوي القرآن حوالي ٧٨ ألف كلمة.
وبينما يحتوي الكتاب المقدس على ٦٦ سفراً ينقسم كل منھا إلى فصول "أصحاحات" ( ١١٨٩ أصحاح إجمالا )، يحتوي القرآن بمجمله على ١١٤ "سورة" (فصل) يشار إلى كل منھا إما برقمھا التسلسلي (من إجمالي ١١٤ سورة) أو عن طريق اسمھا الخاص، فعلى سبيل المثال السورة ١٤ اسمھا أيضاً "سورة إبراھيم". وأطول سورة وھي سورة "البقرة" تشتمل على ٢٦٨ آية. معظم السور أقصر بكثير، وأقصرھا تتكون من ثلاث آيات فقط.
ھناك عدة أشياء مشتركة بين الأديان الثلاثة التوحيدية الكبرى في العالم: اليھودية والمسيحية والإسلام: فھناك "الإله الواحد الحقيقي" الذي يجب أن يعبده كل البشر. والأديان الثلاثة تؤمن بوجود الملائكة، التي بعضھا خ يّر والبعض شرير. أما عدا ذلك فھناك اختلافات جوھرية في اللاھوت والعقائد. كل ديانة منھا تؤكد على أن بعض التعاليم الروحية جيد وبعضھا الآخر خطأ أو مضل. كل دين منھا يدّ عي أنه وحده الذي يتمسك ويعلم بأصدق إعلان أتى إلينا من خالقنا. لقد أعلن يسوع أنه ھو نفسه الرب الإله (في العھد الجديد)، لكن القرآن يعلم أن يسوع (عيسى) ليس إلا نبي اً أقل شأناً من محمد.
"Allah Akbar" ...
... إن تعبير "الله أكبر" لا يعني في الحقيقة أن "الرب الإله عظيم"، هذا خطأ مقصود في الترجمة إلى ...
( الترجمة إلى الإنجليزية، لكن المعنى العربي هو أن "ألله أكبر من..". )
"الله" يهدف أن يحل محل "يهوه" في قلوب وعقول البشر.
لا يقر معظم اليهود المعاصرين بكتب العهد الجديد (المسيحية) ككتب مقدسة. فالتوراة اليهودية (الناموس والأنبياء؛ ٣٩ سفراً، أو ما يسميه المسيحيون "العهد القديم") هي مجموعة الأسفار المقدسة الأساسية لديهم. إنهم مازالوا ينتظرون قدوم المسيا، فخلال كل التاريخ اليهودي الطويل كانت الشَمَاعَ Shema هي الوثيقة الجوهرية لإعلان الإيمان. تثنية 6: 4" اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد". فالإله الحقيقي هو كائن واحد قدير.
تمت كتابة العهد القديم (التناخ) كله تقريباً باللغة العبرية عند اكتماله سنة 400 ق.م. لكن بحلول ذلك الزمن (بعد السبي البابلي) لم تعد اللغة العبرية هي لغة المحادثة بين شتات بني إسرائيل ويهوذا الذين تفرقوا بين عدة ممالك في الشرق الأوسط. لذلك تم ترجمته بالكامل إلى اليونانية (وهي لغة التعليم المعتادة وقتها) سنة 270 ق.م وسميت "الترجمة السبعينية" للعهد القديم. وهذه الطبعة اليونانية السبعينية هي التي طالما استشهد بها يسوع وكتبة العهد الجديد (بدلاً من الطبعة العبرية الأصلية) عندما كُتب العهد الجديد باللغة اليونانية. ويخبرنا لوقا 23: 38 أن العنوان الذي كتب فوق صليب المسيح كان باليونانية والرومانية والعبرانية. ويقول يوحنا 19: 19 "وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب. وكان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود" ويجزم كثيرون أن الحروف الأولى من هذه العبارة تكون بالعبري كلمة YHVH (أو يهوه أو: יהוה )، الأربعة أحرف التي تمثل الاسم العبري لله.
أول اسم ذكر في الكتاب المقدس لخالقنا هو: إلوهيم (אלהים )، انظر تكوين 1: 1 و1: 26. وهذه كلمة عبرية بصيغة الجمع، لكنها دائماً تستخدم نحوياً كمفرد (جمع ومفرد في ذات الوقت). وأسماء مثل Jehovah أو يهوه (كلاهما من YHVH ) تستخدم أحياناً أيضاً، للدلالة على نفس هذا الإله الخالق.
لاحظ أولى الوصايا العشر المدونة في خروج 20: 3 "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي". إنه إله واحد. لا تصنع له شبيهاً ولا صورة ولا تمثالاً ولا صنماً من أي نوع، كما أن التماثيل "المسيحية" مع الصلوات لأنبياء أو قديسيين قدامى ممنوعة أيضاُ. فقد علمنا يسوع بوضوح أن نصلي مباشرة لـ "أبانا الذي في السموات....." (متى 6: 9). ولا يكن لأية آلهة أخرى (ولا أي كيانات روحية قوية أخرى) مكانة في قلبك أعلى من مكانته، لا البعل ولا زيوس ولا بوذا ولا إله هذا العالم (بحسب 2 كورنثوس 4: 4- هو لوسيفر؛ الشيطان؛ إبليس)، ولا أي إله آخر. فقد علمنا يسوع، ابن مريم، أن نصلي إلى أبينا الذي في السموات كما كان هو يفعل. لاحظ المكتوب في لوقا 11: 27- 28: "وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما. أما هو فقال بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه".
كان يسوع هو كلمة الله في الجسد (يوحنا 1: 14). لكن دعونا لا ننسى أن إلوهيم كلمة عبرية بصيغة الجمع (كما ذكرنا أعلاه). يشرح المسيحيون ذلك بأنه عقيدة الثالوث، كما جاء في رسالة يوحنا الأولى 5: 7 "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد". الثلاثة معاً هم واحد، فالإله الحقيقي هو كيان واحد قادر على كل شيئ.
أعلن يسوع الناصري أنه هو الرب الإله: يوحنا 4: 25- 26، يوحنا 10: 30، ومرقس 14: 61- 62: "فسأله رئيس الكهنة أيضا..... أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع أنا هو."ورسالة الإنجيل موجزة بوضوح في رسالة كورنثوس الأولى 15: 1- 4: حيث تقرر الآية 4 "ان يسوع دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب". إن يسوع، ابن الله، قد مات على الصليب ثم قام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام كما قال الكتاب المقدس.
إلا أن القرآن يعلم أن يسوع لم يكن سوى نبي صالح وأنه لم يمت على الصليب، بل أن القرآن يتعنت في التأكيد على أن "الله ليس له ولد." سورة 72: 3؛ وسورة 112: 2- 3؛ وكما هو مدون في تلك الآية القرآنية: سورة 4: 171 "ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ....ِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ....إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ".
قارن هذا بما يقوله يوحنا 3: 16- 17 "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. لأنه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم".
له ابن وحيد |
ليس له ابن |
إشعياء 9: 6- 7 "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد "
يؤمنون أن لله ليس له ولد، لكن يسوع كان نبياً صالحاً، واحد من كثيرين أقل مرتبة من محمد |
يؤمنون أن يسوع الناصري ھو المسيا الحقيقي الوحيد |
ما زالوا ينتظرون، معتقدين أن المسيا ابن لله لم يأت بعد |
هناك من يعتقد بوجود تتابع في الإعلان، مما بنى (ما يُظن أنه) تدرج في إعلان الحق. والمسلمون أحياناً يلقبون اليهود والمسيحيين بلقب "أهل الكتاب"، مما يوحي بأن اليهود والمسيحيين لديهم بعض الحق، ولكن أن القرآن أعلى من تعاليم الكتاب المقدس. يمكننا مناقشة الكثير بخصوص هذا الأمر، لكن هدف هذا المقال هو أن نوضح أن إله القرآن هو بالفعل كائن روحي قوي مختلف تماماً عن إله الكتاب المقدس. هذا الإله "الله" يهدف أن يحل محل "يهوه" في قلوب وعقول البشر.
|
إن تعبير "الله أكبر" لا يعني في الحقيقة أن "الرب الإله عظيم"، هذا خطأ مقصود في الترجمة إلى الإنجليزية، لكن المعنى العربي هو أن "ألله أكبر من..". هذا هو المغزى، لكن هذا المغزى يخالف الحقيقة، لأن يسوع أكبر! (فلو أردنا أن نتحرى الدقة لوجب أن نقول "الخالق كبير"، حيث الخالق هي الكلمة العربية الدالة على الإله الذي خلق الكون. و"كبير" تعني عظيم، غير "أكبر" التي تعني "أعظم من".) إذاً فالقرآن الكريم ينادي بأن الله هو الإله الخالق، في حين ينادي الكتاب المقدس بأن يهوه (إلوهيم) هو الإله الخالق.
قد يظن الملحد- لدى قراءته لھذا المقال- أن ھذه مجرد فروق جدلية وتلاعب بالألفاظ وأن الأمور الروحية كلھا "تخيلات" في المقام الأول. لا.. لا، فكم يسھل خداع الغنم مع الأسف. إنھم يعتقدون أن الأبعاد القليلة التي نتعامل نحن البشر داخل أطرھا ھي كل الموجود. لكننا نتعلم من العلوم والرياضيات الحديثة أن ھناك أبعاد اً أخرى لا ندركھا. فلا تكن كالنعامة التي تدفن رأسھا في الرمال؛ ففي كل مكان حولنا، حول ھذه الذرات التي تبدو فارغة ھناك الكثير مما لا ندركه، في أبعاد أخرى. لذلك فكر بصورة منطقية، فالقليل الذي نراه ليس ھو "كل الموجود".أليس كذلك؟ اصح يا أخي! الواقع أن الأمور الروحية أھم بما لا يقاس من الأجزاء المادية لم يرد ذكر مدينة أورشليم ولا مرة واحدة في القرآن. لم يرد ذكر مدينة مكة ولا مرة واحدة في الكتاب المقدس. لم يذكر القرآن ولا مرة واحدة أن "الإله الحقيقي الوحيد" اسمه "إلوھيم" أو "يھوه". لم يذكر الكتاب المقدس في لغته الأصلية ولا مرة واحدة أن "الإله الحقيقي الوحيد" اسمه "لله". فھذين الكتابين المقدسين العظيمين لا يتقابلان مطلقاً في ھذه الأمور المحورية. ھذه ليست مصادفة ولا سھو. الحسية المتواضعة التي تتكون منھا أجسامنا وھذا الكون الفسيح من حولنا. والواقع أن ھذه الحياة الحاضرة ھي حرب من أجل النفوس، ومحاولة تجاھل ھذا لن تفيدك. وحتى لو اخترت ألا تنحاز لجانب معين، فإنك ما زلت داخل ميدان المعركة، وإذ بجھل لا تقبل يسوع المسيح كمخلص شخصي لك (فھو الطريق والحق والحياة)، فھذا يتركك (كيانك وشخصيتك، أي روحك) محفوظاً للجحيم بعد نھاية ھذه الحياة. (فيا لذكاء الملحدين).
الحروب الدينية من أبشع الحروب في التاريخ!
هذه حقيقة، فالمعتقدات تؤدي إلى تصرفات. والسؤال هو: متى حدثت أسوأ وأكثر الحروب الدينية قتلاً في تاريخ البشرية؟ هل كانت أثناء اضطهاد وقتل المسيحيين لليهود وقت محاكم التفتيش، أم أثناء إحدى الحملات الصليبية المتعددة؟ أم أثناء غزوات وجهاد المسلمين؟ الحقيقة أن أشر الحروب الدينية فتكاً وتعذيباً وقتلاً كانت خلال القرن العشرين. نعم، عندما وصل الملحدون للسلطة، الذين ليس لديهم "كتاب مقدس" ولا مبادئ خارجية تحكمهم: فالنظم الماركسية- الشيوعية- الفاشية التي تنكر قوة ربنا بالتمام كانت تهاجم الجيوش الأجنبية ثم تتحول وتقتل شعوبها قتلاً جماعياً. فقد كان ستالين وماو وهتلر وبول بوت وآخرون مثلهم لا يخشون الخالق أسوأ بكثير في إنكارهم للقيمة الفعلية للإنسانية عن معظم الطغاة الدينيين من التاريخ القديم. لذا فالإلحاد ونكرانه للعالم الروحي هو أكثر ديانة قاتلة أبتُدعت إلى يومنا هذا. المعتقدات تؤدي إلى تصرفات، والملحدون في حماقة يظنون أنه لا يوجد إله يحاسبهم بعد أن تنتهي هذه الحياة. فقد قام الملحدون بعمليات قتل وإبادة جماعية راح ضحيتها عشرات الملايين من الأرواح خلال القرن العشرين. (فيا لشرف ونبل الملحدين).
يصف المسلمون أنفسهم بأنهم "بيت السلام" وهم يهاجمون الكفار (المسيحيين واليهود) بالجهاد (الحرب المقدسة)، ويسمونهم "بيت الحرب". بدأت غزوات الجهاد أثناء حياة النبي محمد (570- 632 م)، فقد قام بأكثر من 40 اعتداء عسكري ديني على الآخرين، مفتتحاً بذلك "بيت السلام" الديني الخاص به، في القرن السابع الميلادي. وبعد ذلك بأربعة قرون... بعد أكثر من أربعة قرون من الغزوات الإسلامية الجهادية- بدأت، مع الأسف، الحروب الصليبية؛ أولها بعد خطاب البابا عام 1095 م.
تختلف تعاليم القرآن بشدة عن تعاليم الكتاب المقدس. فقد علم يسوع وعاش الغفران والمحبة، لكن محمد لم يفعل ذلك. إن إله الإسلام إله مختلف تماماً عن يھوه الرب الإله (إلوھيم) إله الكتاب المقدس.
ھناك آيتان في الكتاب المقدس كثيراً ما غفل عنھما الميسحيون وھما في نھاية الصلاة الربانية:
متى 6: 13- 15...." لا تدخلنا في تجربة. لكن نجنا من الشرير. لأن لك الملك والقوة والمجد الى لأابد. آمين. فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضا أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم."
إن الغفران ينبع من المحبة. والكتاب المقدس يعلن في رسالة يوحنا الأولى 4: 7- 8 "أيها لأاحباء لنحب بعضنا بعضا لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة". فالكتاب المقدس يعلم بوضوح أن "الله محبة." انظر رسالة كورنثوس الأولى أصحاح 13.
لكن لا يوجد بكل القرآن آيات مماثلة تقول أن إله الإسلام محبة، أو ما شابه ذلك. والكلمة "يحب" يندر أن تستخدم في الآيات القرآنية، إلا بمعنى "الله يحب أن". والخضوع لله (سواء بإرادتك أو رغماً عنها) موضوع أساسي في القرآن.
اختلاف جوهري أخير بين إلوهيم (يهوه) والله هو الصدق. فالكتاب المقدس يصرح بوضوح أن إله الكتاب المقدس لا يمكنه أن يكذب. ويسوع أعلن عن نفسه أنه ابن الله وهو الطريق الوحيد للسماء. يوحنا 14: 6 "قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي". لا يمكن لإنسان أن يصل إلى الآب السماوي إلا من خلال المسيح. وقال يسوع أيضاً في يوحنا 8: 32 "وتعرفون الحق والحق يحرركم".
لكن القرآن يعلم أن الله- إله الإسلام- يحب الخداع. مهلاً ، فذلك سيجعل إله الكتاب المقدس وإله القرآن على طرفي نقيض في سعيهما وراء أرواح البشر، أليس كذلك؟ إن الكلمة العربية "ماكر" (مخادع أو مدبر مكائد) تستخدم بشكل اعتيادي فيما يتعلق بـ"الله". فهو يدعى أمكر الماكرين على الإطلاق، سورة 3: 54 "وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ". وفي سورة 4: 157 إدعاء أن يسوع لم يصلب في حقيقة الأمر، ولكن ذلك كان خدعة أخرى، ثم تقول أن الله عظيم وحكيم جداً.
إن المتشددين المسلمين على النقيض من المتشددين المسيحيين، أليس كذلك؟ يتبع الفريق الأول عن قرب تعاليم ومنھج محمد الذي شجع الھجمات الدينية العسكرية على الكفار، بينما يتبع الفريق الثاني تعاليم يسوع ومثاله في الغفران والمحبة، إلى درجة الموت على الصليب لأجل خطايا الآخرين. يظن الملحدون المغرورون أن أي متشدد ديني يشكل خطراً، وأن جميعھم يتشابھون في النھاية. لكن على العكس، فالمتشدد الأصولي المسلم يسمع خطباً بنيت على تعاليم القرآن، بينما يسمع المتشدد الأصولي المسيحي عظات بنيت على تعاليم الكتاب المقدس. لله محبة؟ أم قاتلوھم حتى يعتنقوا الإسلام؟
ويتلخص الإسلام في أنه الديانة التي تبذل أنت فيھا ابنك من أجل لله.
كان القرن العشرين استثناء بالنسبة للإسلام. فالجهاد- متضمناً الخداع، الترهيب، الهجمات المباشرة، العمليات الإرهابية، والمراوغة- هو المعتاد في الإسلام من أيام النبي محمد نفسه. أما هذا الفاصل العلماني المؤقت المسيطر حالياً (القوى الأوربية العظمى، ثم العالم المنقسم بالحرب الباردة) فقد قارب الإنتهاء. لقد كان للملحدين (الجهال المختبئين روحياً) يومهم، أما اليوم فحتى في إنجلترا، على سبيل المثال، أعداد المسلمين في تزايد سريع. ويحضر بعض المسلمين بهدوء خدمات الكنائس لمراقبة ما يقوله المسيحيون، لذلك فالعديد من الكنائس تحت تهديد كي لا تُقال أشياء معينة من على المنبر. والآن توجد مناطق عديدة داخل بريطانيا يحظر على غير المسلمين التواجد فيها. لذا فمن المحتمل أن تحدث حرب أهلية في النهاية أو تخضع إنجلترا أخيراً للمهاجرين وتطبق الشريعة الإسلامية. من المعروف تاريخياً أن الإسلام لا يقبل الأديان والعقائد الأخرى، وإذا قبل مجتمع ما ديانة عدم القبول، فماذا سيجعله هذا عما قريب؟
اعتاد الشيوعيون أن يقولوا أن "الغاية تبرر الوسيلة". لكن هذا ليس صحيحاً، فشيوعية القرن العشرين الماركسية كانت كارثة قاتلة في كل العالم. الحقيقة هي أن الغاية تخلقها الوسيلة، فما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً كما ذكر في غلاطية 6: 7. إن زرع الحق ينتج حرية، أما زرع الخداع فينتج عبودية. أولئك الذين يزرعون الخداع سيصبحون هم أنفسهم أكثر المخدوعين. فأنت ستحصد ثمر ما تزرع.
كانت الحروب الصليبية استثناءاً، غير مسيحي، رد فعل مؤقت، ومضاد تماماً لتعاليم يسوع. أما سلسلة فتوحات الجهاد الإسلامي الطويلة (الحروب المقدسة) فقد كانت دائماً في توافق تام مع تعاليم القرآن. أحضر الداخلين للإسلام إلى الله واقهر الآخرين: فلزاماً عليهم الخضوع لله.
إنھا مأساة أن العديد من ترجمات الكتاب المقدس في الدول الإسلامية تستخدم اسم "لله" للحديث عن إله الكتاب المقدس. وھذا يثير البلبلة في عقول حديثي الإيمان: فكيف يمكن للشخص أن يعرف توقعات الخالق بالنسبة لنا عندما يطلق نفس الاسم على إلھين مختلفين تمام الاختلاف. فلا وجود مطلقاً في اللغات الاصلية للكتاب المقدس العبرية أواليونانية أي وجود للاسم "لله". أنه كيان روحي مختلف تمام اً.
"الإله الحقيقي الوحيد" قوي، كله محبة وغفران، والاختيار لك أن تقبله أو ترفضه، وقد بذل ابنه الوحيد. |
"الإله الحقيقي الوحيد" قوي، يتآمر ويخدع ويمكر، ويتطلب خضوع البشر(بإرادتھم أم رغماً عنھا)، وليس له ولد. |
إلوهيم كيان روحي في منتهى القوة.
الله أيضاً كيان روحي قوي (لكن مختلف).
قرآن الله تم اقتراحه كبديل. ويقول المسلمون "الله أكبر" (بمعنى أن إلههم أكبر من ... أو الأكبر).
كتاب إلوهيم المقدس الذي كتبه 40 قلم بشري خلال الألفين سنة الوسطى في تاريخ البشر، لا زال يقف شامخاَ أمام اختبار الزمن ككتاب علم وفلسفة وتاريخ دقيق، وأهم من الكل ككتاب للإرشاد الروحي.
|
|